نالت على يدها مالم تنلـه يدي نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي
كأنهُ طُـرْقُ نملٍ فـي أناملها أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ
وقوسُ حاجبهـا مِـنْ كُلِّ ناحيةٍ وَنَبْـلُ مُقْلَتِهـا ترمي بـه كبدي
مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً تَصِيدُ قلبي بها مِـنْ داخل الجسد
إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ مـا طلعتْ من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ
سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا من رام مِنا وِصـالاً مَاتَ بِالكمدِ
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً من الغرامِ ولم يُبْدِئ ولم يعدِ
فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِـنْ زَلَـلٍ إن المحبَّ قليـل الصبر والجلدِ
قد خَلفتني طرِيحاً وهـي قائلةٌ تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسدِ
قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ
فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِـنْ ظمَأٍ وقلتُ :قف عن ورود الماء لم يرِدِ
قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ علـى كبدي
واسترجعتْ سألتْ عَني فقيل لها ما فيه من رمقٍ .. و دقـتْ يداً بِيَدِ
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ ورداً وعضتْ على العِنابِ بِالبـردِ
وأنشـدتْ بِلِسـان الحالِ قائلةً مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْـلٍ ولا مـددِ
واللهِ ما حزنتْ أخـتٌ لِفقـدِ أخٍ حُزنـي عليه ولا أمٌ علـى ولدِ
إن يحسدوني على موتي فَوَا أسفي حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسـدِ
Wednesday, August 10, 2011
وامطرت لؤلؤا
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment