Tuesday, August 16, 2011

طال السفر

للأمير خالد الفيصل


طال السفر

والمنتظر مل صبره

والشوق يا محبوب في ناظري شاب

رد النظر

خليت بالكف جمره

سعيرها في داخل القلب شباب

عز الخبر

والمهتوي ضاق صدره

يا من يرد العلم عن هاك الأحباب

طيفه عبر

ما أرسل مع الطيف عذره

هو خاطره من لوعتي ما بعد طاب

هو ما ذكر

أن الجفا فيه كسره

للخافق اللي من هوى صاحبه ذاب

يا ما سهر

طرفي على حبس عبره

اردها والوجد للدمع جذاب

دمعٍ حدر

جاله على المنع جسره

عظيم وجدي للدمع شرع الباب

يوم وشهر

عزاه والعمر مره

والناس واجد لكن الولف غلاب





Monday, August 15, 2011

تتجلدين وما بنا جلد


عيناكي شاهدتان انك من
حر الهوى تجدين ما اجد

بك ما بنا لكن على مضض
تتجلدين ولكن ما بنا جلد


يمنى بلا يسـرى تراهـا ضعيفـه


ياحسين بلدان الجماعـه مريفـه
واللي مع الاجناب كنه علـى نـار

يمنى بلا يسـرى تراهـا ضعيفـه
ورجل بلا ربعٍ على الغبن صبـار

و الطير بالجنحان ما أحلى رفيفـه
واليا انكسر حدا الجناحين ما طار

انا قلبي .. جناح له رفيف

للأمير بدر بن عبدالمحسن


ينزع الحر .. للعالي المنيف
عادة الحر لطام يعاف

ذلني الشوق يالقاسي اللطيف
ولحظة الوصل من صدك تخاف

انا قلبي .. جناح له رفيف
يتبع الشمس في الريح الصلاف

للوعد جيت من لون الخريف
وللوعد جيت من طعم الجفاف

ومر في ساعتي وقت ونزيف
ومر في خاطري حزن وزفاف

آه وينك انا مثلك كفيف
وليه قمراك تطلع ما تشاف

Thursday, August 11, 2011

حبيبي أسف ازعجتك



حبيبي أسف ازعجتك حلو صوتك قبـل لا تنـام
سمعته وانشرح صـدري وكنـي شفتـك بعينـي


حلو كـل الكـلام اللـي يجـي مـن مبسمـك أنغـام
يونسـنـي وينعشـنـي ويجـلـي كــل مــا فـيـنـي


خذاني الشوق لك ياذوق الا ما حلا ورود خزام
الا يـا متعـة ايامـي مـع شهـوري علـى سنينـي


صحيح ان العشق يذبـح الا يـا مصـدر الالهـام
وقـلـب تملـكـه دايــم عـلـى حـبــك يوصـيـنـي


احـبـك مملـكـة عـمـري وحـبـك دورة الايـــام
تمـر سنيـن بعـد سنيـن حبيبـي يـا نظـر عينـي


تبين لك وسط قلبي فيافي خضـر وبيـض خيـام
ربيـع العمـر لـك فـدوة رضـاك اليـوم يكفينـي


Wednesday, August 10, 2011

فز الخفوق

للأمير خالد الفيصل




فزَّ الخفوق وقلت ياالله عسى خير
أثر الَّليالي عاد غايـب قمرهـا

مع شوفته نشوه وفـزَّه وتخديـر
وعيون خـلاَّنٍ تعانـق نظرهـا
يتوق له قلبي كمـا فـزِّة الطَّيـر
والرِّجل كن الَّلي تحتها غدرهـا

ياصبح عمري ياصباح التِّباشيـر
نوره ملا قلبي وروحي غمرهـا
عقب الفراق الَّلي تعدَّى المحاذيـر
يبَّس غصون القلب جافي دهرها

ربَّع بروحي عقب ماهي معاسير
سحابةٍ هلَّـت بقلبـي مطرهـا
وأسقى بها زرعة هوانـا بتقديـر
غرسـة غـرامٍ بالمحبَّـه بذرهـا

ياناس أحبَّـه والمحبَّـه مقاديـر
هذا هوى نفسي وهـذا قدرهـا
والحب ماله ياهل الحب تفسيـر
قلبيـن والله بالمحبَّـه أمـرهـا


ثورة الشك

للأمير عبدالله الفيصل


أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي..................
...................أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي...................
...................وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي...................
................. ِإلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ
وَقَدْ كَادَ الشَّبَابُ لِغَيْرِ عَوْدٍ.................
................ يُوَلِّي عَنْ فَتَىً في غَيْرِ أَمْنِ
وَهَا أَنَا فَاتَنِي القَدَرُ المُوَالِي.................
..................بِأَحْلاَمِ الشَّبَابِ وَلَمْ يَفُتْنِي
كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ.................
.................عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي................
.................وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ.................
.................أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي..................
................. يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي..................
..................وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَاأَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً..................
..................وَلَكِنِّي شَقِيتُ بِحُسْنِ ظَنِّي
وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِيرٌ....................
...................مِنَ الشَّجَنِ المُؤَرِّقِ لاَ تَدَعْنِي
تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي...................
...................وَتَشْقَى بِالظُّنُونِ وَبِالتَّمَنِّي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ...................
...................حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي


وامطرت لؤلؤا


نالت على يدها مالم تنلـه يدي نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي

كأنهُ طُـرْقُ نملٍ فـي أناملها أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ

وقوسُ حاجبهـا مِـنْ كُلِّ ناحيةٍ وَنَبْـلُ مُقْلَتِهـا ترمي بـه كبدي

مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً تَصِيدُ قلبي بها مِـنْ داخل الجسد

إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ مـا طلعتْ من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ

سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا من رام مِنا وِصـالاً مَاتَ بِالكمدِ

فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً من الغرامِ ولم يُبْدِئ ولم يعدِ

فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِـنْ زَلَـلٍ إن المحبَّ قليـل الصبر والجلدِ

قد خَلفتني طرِيحاً وهـي قائلةٌ تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسدِ

قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ

فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِـنْ ظمَأٍ وقلتُ :قف عن ورود الماء لم يرِدِ

قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ علـى كبدي

واسترجعتْ سألتْ عَني فقيل لها ما فيه من رمقٍ .. و دقـتْ يداً بِيَدِ

وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ ورداً وعضتْ على العِنابِ بِالبـردِ

وأنشـدتْ بِلِسـان الحالِ قائلةً مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْـلٍ ولا مـددِ

واللهِ ما حزنتْ أخـتٌ لِفقـدِ أخٍ حُزنـي عليه ولا أمٌ علـى ولدِ

إن يحسدوني على موتي فَوَا أسفي حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسـدِ





ناقتي ياناقتي


ناقتـي ياناقـتـي لاربــاع ولاسـديـس
وصليني لابتي مـن وراء هـاك الطعـوس

حائلاً رابع سنه من خيـار العيـس عيـس
خفهـا لادرهمـت كنـه بالنـار محسـوس

في دجى خالي خـلا لاحسيـس ولانسيـس
تنوخذ من شـدة البـرد طقطقـة الظـروس

في عيوني يكفخ الطيـر ويطيـح الفريـس
وانتهض جساس من دون خالتـه البسـوس

وفي خفوقي فرخ جنيتاً يضـرس ضريـس
يوم اوردها هجـوس واصدرهـا هجـوس

ديرتي دار ابن ضاري وابن غثلـم جريـس
ديرة اللي دوجوا في فيافـي نجـد جـوس

ديرتـي يابنـت شيخـاً ومعدنهـا نفـيـس
عيطموسـاً دونهـا دثرتنـي عيطـمـوس

جادلاً مطرق جسدها مـع الغربـي يميـس
طينتاً مـن تربـة الخلـد والـدم محمـوس

نقشت خمساً من الخمس في يـوم الخميـس
ليت شعـري مـا ارادت بهـذا دختنـوس

كـم تمنـا إن معـه مثلهـا فتنـه بليـس
كان يمكن قد قلب نصـف إمتنـا مجـوس

كن دماث الصدر منهـا كنيسـه او كنيـس
صومعة رهبـان ديـراً يـؤدون الطقـوس

آتقـوس مـع تقـوس نواهدهـا وإقـيـس
قبتين قـاب قوسيـن قوسـاً جنـب قـوس

خصرها يحكي لنـا واقـع القـوم التعيـس
وردفها عن غطرسة بـوش يعطينـا دروس

وبالرغم من قصرهـا مايجالسهـا جليـس
تصبح أطول نسوة الارض في وضع الجلوس

العروسه ماتبي غير ابـو تركـي عريـس
العروسه نجـد ماهيـب حـي الله عـروس

نجد بنت المجـد ونسـة مونسـة الونيـس
ماعسفها الا معزي ضحى اليـوم العبـوس

كل اهل نجد هلي من إجاء حتـى الخميـس
في ذراهم بالتجي عـن مجففـة الرسـوس

وعيشتي مابين أسوداً ولـو مانـي رئيـس
(خير من كوني رئيساً علـى شلقـة تيـوس)

وليس عيباً إن خدعني بمكـره كـل هيـس
لان مايفهـم بمكـر الهيـوس الا الهيـوس

مصطفى فـي مأدبـة عمـه البابـا لويـس
كبر اللقمه تحـت ضـؤ حمـراء الكـؤوس

وطسم حدتها على حائـط المبكـى جديـس
يـوم شقـت ثوبهـا بنـت عفـار شمـوس

سيدة هـاك القصـر أسمهـا الاول لميـس
دونها سمر الحناجـر بترهـا حـد مـوس

قسقسـة لاحرارهم.قيس.قيس.قيس.قـيـس
والبستهـم مـن مهانتهـم انـواع اللبـوس

بين خدعة كعـب اخيـلاً ومولـد ادونيـس
درسونـا الالهـه والمـدرس هـنـا روس

ويش لاقوا من قناة السويس اهـل السويـس
وويش لاقوا من تلمسان قوماً مـن سنـوس

كلهم من شـدة الجـوع راحـوا خندريـس
بين غيبوبة مخدر وصحـوة عـرق سـوس

ثـورة راحـوا سببهـا بتـوع الاتوبـيـس
وش نبي فيها وهـي ماتهـز الا الغـروس

آفة المرء اثنتان الف كـاس وحـب كيـس
والنفوس اليا بغيـت اتعرفهـا ارم الفلـوس

ينكشف زيف الشعارات الى حمي الوطيـس
ترجع الاذناب إذناب وتبقـى الـروس روس

صدق لاقال العرب مايحوص الا الخسيـس
ولايوط الروس شئياً مثل ضعـف النفـوس





Monday, August 8, 2011

قصيدة بلقيس



بلقيس الراوي هي زوجة نزار قباني الثانية وهي عراقية أنجبت له أبناءه عُمر و زينب

وفي عام 1982 قُتلت بلقيس الراوي في انفجار السفارة العراقية ببيروت، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها بلقيس ..




شكراً لكم ..

شكراً لكم . .

فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم

أن تشربوا كأساً على قبر الشهيده

وقصيدتي اغتيلت ..

وهل من أمـةٍ في الأرض ..

- إلا نحن - تغتال القصيدة ؟

بلقيس ...

كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل

بلقيس ..

كانت أطول النخلات في أرض العراق

كانت إذا تمشي ..

ترافقها طواويسٌ ..

وتتبعها أيائل ..

بلقيس .. يا وجعي ..

ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل

هل يا ترى ..

من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟

يا نينوى الخضراء ..

يا غجريتي الشقراء ..

يا أمواج دجلة . .

تلبس في الربيع بساقها

أحلى الخلاخل ..

قتلوك يا بلقيس ..

أية أمةٍ عربيةٍ ..

تلك التي

تغتال أصوات البلابل ؟

أين السموأل ؟

والمهلهل ؟

والغطاريف الأوائل ؟

فقبائلٌ أكلت قبائل ..

وثعالبٌ قتـلت ثعالب ..

وعناكبٌ قتلت عناكب ..

قسماً بعينيك اللتين إليهما ..

تأوي ملايين الكواكب ..

سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب

فهل البطولة كذبةٌ عربيةٌ ؟

أم مثلنا التاريخ كاذب ؟.

بلقيس

لا تتغيبي عني

فإن الشمس بعدك

لا تضيء على السواحل . .

سأقول في التحقيق :

إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل

وأقول في التحقيق :

إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول ..

وأقول :

إن حكاية الإشعاع ، أسخف نكتةٍ قيلت ..

فنحن قبيلةٌ بين القبائل

هذا هو التاريخ . . يا بلقيس ..

كيف يفرق الإنسان ..

ما بين الحدائق والمزابل

بلقيس ..

أيتها الشهيدة .. والقصيدة ..

والمطهرة النقية ..

سبـأٌ تفتش عن مليكتها

فردي للجماهير التحية ..

يا أعظم الملكات ..

يا امرأةً تجسد كل أمجاد العصور السومرية

بلقيس ..

يا عصفورتي الأحلى ..

ويا أيقونتي الأغلى

ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية

أترى ظلمتك إذ نقلتك

ذات يومٍ .. من ضفاف الأعظمية

بيروت .. تقتل كل يومٍ واحداً منا ..

وتبحث كل يومٍ عن ضحية

والموت .. في فنجان قهوتنا ..

وفي مفتاح شقتنا ..

وفي أزهار شرفتنا ..

وفي ورق الجرائد ..

والحروف الأبجدية ...

ها نحن .. يا بلقيس ..

ندخل مرةً أخرى لعصر الجاهلية ..

ها نحن ندخل في التوحش ..

والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعة ..

ندخل مرةً أخرى .. عصور البربرية ..

حيث الكتابة رحلةٌ

بين الشظية .. والشظية

حيث اغتيال فراشةٍ في حقلها ..

صار القضية ..

هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟

فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام

كانت مزيجاً رائعاً

بين القطيفة والرخام ..

كان البنفسج بين عينيها

ينام ولا ينام ..

بلقيس ..

يا عطراً بذاكرتي ..

ويا قبراً يسافر في الغمام ..

قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالةٍ

من بعدما .. قتلوا الكلام ..

بلقيس ..

ليست هذه مرثيةً

لكن ..

على العرب السلام

بلقيس ..

مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون ..

والبيت الصغير ..

يسائل عن أميرته المعطرة الذيول

نصغي إلى الأخبار .. والأخبار غامضةٌ

ولا تروي فضول ..

بلقيس ..

مذبوحون حتى العظم ..

والأولاد لا يدرون ما يجري ..

ولا أدري أنا .. ماذا أقول ؟

هل تقرعين الباب بعد دقائقٍ ؟

هل تخلعين المعطف الشتوي ؟

هل تأتين باسمةً ..

وناضرةً ..

ومشرقةً كأزهار الحقول ؟

بلقيس ..

إن زروعك الخضراء ..

ما زالت على الحيطان باكيةً ..

ووجهك لم يزل متنقلاً ..

بين المرايا والستائر

حتى سجارتك التي أشعلتها

لم تنطفئ ..

ودخانها

ما زال يرفض أن يسافر

بلقيس ..

مطعونون .. مطعونون في الأعماق ..

والأحداق يسكنها الذهول

بلقيس ..

كيف أخذت أيامي .. وأحلامي ..

وألغيت الحدائق والفصول ..

يا زوجتي ..

وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياء عيني ..

قد كنت عصفوري الجميل ..

فكيف هربت يا بلقيس مني ؟..

بلقيس ..

هذا موعد الشاي العراقي المعطر ..

والمعتق كالسلافة ..

فمن الذي سيوزع الأقداح .. أيتها الزرافة ؟

ومن الذي نقل الفرات لبيتنا ..

وورود دجلة والرصافة ؟

بلقيس ..

إن الحزن يثقبني ..

وبيروت التي قتلتك .. لا تدري جريمتها

وبيروت التي عشقتك ..

تجهل أنها قتلت عشيقتها ..

وأطفأت القمر ..

بلقيس ..

يا بلقيس ..

يا بلقيس

كل غمامةٍ تبكي عليك ..

فمن ترى يبكي عليا ..

بلقيس .. كيف رحلت صامتةً

ولم تضعي يديك .. على يديا ؟

بلقيس ..

كيف تركتنا في الريح ..

نرجف مثل أوراق الشجر ؟

وتركتنا - نحن الثلاثة - ضائعين

كريشةٍ تحت المطر ..

أتراك ما فكرت بي ؟

وأنا الذي يحتاج حبك .. مثل (زينب) أو (عمر)

بلقيس ..

يا كنزاً خرافياً ..

ويا رمحاً عراقياً ..

وغابة خيزران ..

يا من تحديت النجوم ترفعاً ..

من أين جئت بكل هذا العنفوان ؟

بلقيس ..

أيتها الصديقة .. والرفيقة ..

والرقيقة مثل زهرة أقحوان ..

ضاقت بنا بيروت .. ضاق البحر ..

ضاق بنا المكان ..

بلقيس : ما أنت التي تتكررين ..

فما لبلقيس اثنتان ..

بلقيس ..

تذبحني التفاصيل الصغيرة في علاقتنا ..

وتجلدني الدقائق والثواني ..

فلكل دبوسٍ صغيرٍ .. قصةٌ

ولكل عقدٍ من عقودك قصتان

حتى ملاقط شعرك الذهبي ..

تغمرني ،كعادتها ، بأمطار الحنان

ويعرش الصوت العراقي الجميل ..

على الستائر ..

والمقاعد ..

والأواني ..

ومن المرايا تطلعين ..

من الخواتم تطلعين ..

من القصيدة تطلعين ..

من الشموع ..

من الكؤوس ..

من النبيذ الأرجواني ..

بلقيس ..

يا بلقيس .. يا بلقيس ..

لو تدرين ما وجع المكان ..

في كل ركنٍ .. أنت حائمةٌ كعصفورٍ ..

وعابقةٌ كغابة بيلسان ..

فهناك .. كنت تدخنين ..

هناك .. كنت تطالعين ..

هناك .. كنت كنخلةٍ تتمشطين ..

وتدخلين على الضيوف ..

كأنك السيف اليماني ..

بلقيس ..

أين زجاجة ( الغيرلان ) ؟

والولاعة الزرقاء ..

أين سجارة الـ (الكنت ) التي

ما فارقت شفتيك ؟

أين (الهاشمي ) مغنياً ..

فوق القوام المهرجان ..

تتذكر الأمشاط ماضيها ..

فيكرج دمعها ..

هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضاً تعاني ؟

بلقيس : صعبٌ أن أهاجر من دمي ..

وأنا المحاصر بين ألسنة اللهيب ..

وبين ألسنة الدخان ...

بلقيس : أيتها الأميرة

ها أنت تحترقين .. في حرب العشيرة والعشيرة

ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟

إن الكلام فضيحتي ..

ها نحن نبحث بين أكوام الضحايا ..

عن نجمةٍ سقطت ..

وعن جسدٍ تناثر كالمرايا ..

ها نحن نسأل يا حبيبة ..

إن كان هذا القبر قبرك أنت

أم قبر العروبة ..

بلقيس :

يا صفصافةً أرخت ضفائرها علي ..

ويا زرافة كبرياء

بلقيس :

إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عربٌ ..

ويأكل لحمنا عربٌ ..

ويبقر بطننا عربٌ ..

ويفتح قبرنا عربٌ ..

فكيف نفر من هذا القضاء ؟

فالخنجر العربي .. ليس يقيم فرقاً

بين أعناق الرجال ..

وبين أعناق النساء ..

بلقيس :

إن هم فجروك .. فعندنا

كل الجنائز تبتدي في كربلاء ..

وتنتهي في كربلاء ..

لن أقرأ التاريخ بعد اليوم

إن أصابعي اشتعلت ..

وأثوابي تغطيها الدماء ..

ها نحن ندخل عصرنا الحجري

نرجع كل يومٍ ، ألف عامٍ للوراء ...

البحر في بيروت ..

بعد رحيل عينيك استقال ..

والشعر .. يسأل عن قصيدته

التي لم تكتمل كلماتها ..

ولا أحدٌ .. يجيب على السؤال

الحزن يا بلقيس ..

يعصر مهجتي كالبرتقالة ..

الآن .. أعرف مأزق الكلمات

أعرف ورطة اللغة المحالة ..

وأنا الذي اخترع الرسائل ..

لست أدري .. كيف أبتدئ الرسالة ..

السيف يدخل لحم خاصرتي

وخاصرة العبارة ..

كل الحضارة ، أنت يا بلقيس ، والأنثى حضارة ..

بلقيس : أنت بشارتي الكبرى ..

فمن سرق البشارة ؟

أنت الكتابة قبلما كانت كتابة ..

أنت الجزيرة والمنارة ..

بلقيس :

يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة ..

الآن ترتفع الستارة ..

الآن ترتفع الستارة ..

سأقول في التحقيق ..

إني أعرف الأسماء .. والأشياء .. والسجناء ..

والشهداء .. والفقراء .. والمستضعفين ..

وأقول إني أعرف السياف قاتل زوجتي ..

ووجوه كل المخبرين ..

وأقول : إن عفافنا عهرٌ ..

وتقوانا قذارة ..

وأقول : إن نضالنا كذبٌ

وأن لا فرق ..

ما بين السياسة والدعارة !!

سأقول في التحقيق :

إني قد عرفت القاتلين

وأقول :

إن زماننا العربي مختصٌ بذبح الياسمين

وبقتل كل الأنبياء ..

وقتل كل المرسلين ..

حتى العيون الخضر ..

يأكلها العرب

حتى الضفائر .. والخواتم

والأساور .. والمرايا .. واللعب ..

حتى النجوم تخاف من وطني ..

ولا أدري السبب ..

حتى الطيور تفر من وطني ..

و لا أدري السبب ..

حتى الكواكب .. والمراكب .. والسحب

حتى الدفاتر .. والكتب ..

وجميع أشياء الجمال ..

جميعها .. ضد العرب ..

لما تناثر جسمك الضوئي

يا بلقيس ،

لؤلؤةً كريمة

فكرت : هل قتل النساء هوايةٌ عربيةٌ

أم أننا في الأصل ، محترفو جريمة ؟

بلقيس ..

يا فرسي الجميلة .. إنني

من كل تاريخي خجول

هذي بلادٌ يقتلون بها الخيول ..

هذي بلادٌ يقتلون بها الخيول ..

من يوم أن نحروك ..

يا بلقيس ..

يا أحلى وطن ..

لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن ..

لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن ..

ما زلت أدفع من دمي ..

أعلى جزاء ..

كي أسعد الدنيا .. ولكن السماء

شاءت بأن أبقى وحيداً ..

مثل أوراق الشتاء

هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟

وهل القصيدة طعنةٌ

في القلب .. ليس لها شفاء ؟

أم أنني وحدي الذي

عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟

سأقول في التحقيق :

كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب

كل اللصوص من الخليج إلى المحيط ..

يدمرون .. ويحرقون ..

وينهبون .. ويرتشون ..

ويعتدون على النساء ..

كما يريد أبو لهب ..

كل الكلاب موظفون ..

ويأكلون ..

ويسكرون ..

على حساب أبي لهب ..

لا قمحةٌ في الأرض ..

تنبت دون رأي أبي لهب

لا طفل يولد عندنا

إلا وزارت أمه يوماً ..

فراش أبي لهب !!...

لا سجن يفتح ..

دون رأي أبي لهب ..

لا رأس يقطع

دون أمر أبي لهب ..

سأقول في التحقيق :

كيف أميرتي اغتصبت

وكيف تقاسموا فيروز عينيها

وخاتم عرسها ..

وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي

يجري كأنهار الذهب ..

سأقول في التحقيق :

كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف

وأضرموا فيه اللهب ..

سأقول كيف استنزفوا دمها ..

وكيف استملكوا فمها ..

فما تركوا به ورداً .. ولا تركوا عنب

هل موت بلقيسٍ ...

هو النصر الوحيد

بكل تاريخ العرب ؟؟...

بلقيس ..

يا معشوقتي حتى الثمالة ..

الأنبياء الكاذبون ..

يقرفصون ..

ويركبون على الشعوب

ولا رسالة ..

لو أنهم حملوا إلينا ..

من فلسطين الحزينة ..

نجمةً ..

أو برتقالة ..

لو أنهم حملوا إلينا ..

من شواطئ غزةٍ

حجراً صغيراً

أو محارة ..

لو أنهم من ربع قرنٍ حرروا ..

زيتونةً ..

أو أرجعوا ليمونةً

ومحوا عن التاريخ عاره

لشكرت من قتلوك .. يا بلقيس ..

يا معشوقتي حتى الثمالة ..

لكنهم تركوا فلسطيناً

ليغتالوا غزالة !!...

ماذا يقول الشعر ، يا بلقيس ..

في هذا الزمان ؟

ماذا يقول الشعر ؟

في العصر الشعوبي ..

المجوسي ..

الجبان

والعالم العربي

مسحوقٌ .. ومقموعٌ ..

ومقطوع اللسان ..

نحن الجريمة في تفوقها

فما ( العقد الفريد ) وما ( الأغاني ) ؟؟

أخذوك أيتها الحبيبة من يدي ..

أخذوا القصيدة من فمي ..

أخذوا الكتابة .. والقراءة ..

والطفولة .. والأماني

بلقيس .. يا بلقيس ..

يا دمعاً ينقط فوق أهداب الكمان ..

علمت من قتلوك أسرار الهوى

لكنهم .. قبل انتهاء الشوط

قد قتلوا حصاني

بلقيس :

أسألك السماح ، فربما

كانت حياتك فديةً لحياتي ..

إني لأعرف جيداً ..

أن الذين تورطوا في القتل ، كان مرادهم

أن يقتلوا كلماتي !!!

نامي بحفظ الله .. أيتها الجميلة

فالشعر بعدك مستحيلٌ ..

والأنوثة مستحيلة

ستظل أجيالٌ من الأطفال ..

تسأل عن ضفائرك الطويلة ..

وتظل أجيالٌ من العشاق

تقرأ عنك . . أيتها المعلمة الأصيلة ...

وسيعرف الأعراب يوماً ..

أنهم قتلوا الرسولة ..

قتلوا الرسولة ..

ق .. ت .. ل ..و .. ا

ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة




Sunday, August 7, 2011

ايام في غلبها وأيام نغلبها


أيامنا والليالي كم نعاتبها
شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي
تاعد مواعيد والجاهل مكذبها
واللي عرف حدها من همها سالي
أن اقبلت يوم ماتصفي مشاربها
تقفي وتقبل ومادامت على حالي
في كل يوم تورينا كبايبها
واليوم الأول تراه احسن من التالي
ايام في غلبها وأيام نغلبها
وأيام فيها سوى والدهر ميالي
جربت الأيام ومثلي من يجربها
تجريب عاقل وذاق المر والحالي
نضحك مع الناس والدنيا نلاعبها
نمشي مع الفي طوع حيث مامالي
كم مـن علـومٍ وكـم آداب نكسبهـا
والشعـر مـازون مثقـالٍ بمثقالـى
اعرف حروف الهجاء بالرمز واكتبها
عاقل ومجنون حاوى كل الاشكالـى
لكن حظـي ردي والـروح متعبهـا
ما فادني حسن تاديبـي مـع أمثالـي
إن جيت ابي حاجةٍ عـزت مطالبهـا
العفو ما واحدٍ في النـاس يـا والـى
قومٍ الـى جيتهـم رفـت شواربهـا
بالضحك واقلوبها فيها الـردا كالـى
وقومٍ الى جيتهـا صكـت حواجبهـا
وابد ت لي البغض في مقفاي واقبالي
مـا كنـي إلا حــال مغضبـهـا
والكل في عشرتـه ماكـر ودجالـي
يا حيف تخفي أموراً كنـت حاسبهـا
واللي على بالهـم كلـه علـى بالـي
الجار جافـي وكـم قـومٍ محاربهـا
والأهل وأصحابنا والـدون والعالـي
والروح ويش عذرها في ترك واجبها
راح الحسب والنسب في جمع الأموالي
نفسي تبى العز والحاجـات تغصبهـا
ترمي بهـا بيـن أجاويـد وانذالـي